كشف مصدر دبلوماسي غربي مطلع على ما يجري في كواليس اجتماعات مسؤولي الإدارة الأميركية مع نظرائهم في الحكومة التركية أن واشنطن فرضت على أنقرة إعادة تأهيل فصائل المعارضة المسلحة التي تصفها بـ"المعتدلة" لمواجهة الأخطار المتزايدة لجبهة النصرة، جراء تمددها في ريف إدلب على حسابها.
وأكد المصدر لـ"الوطن" السورية أن لجوء جمال معروف قائد "جبهة ثوار سوريا" إلى تركيا يندرج في إطار المساعي الأميركية للملمة صفوف ألويته بغية معاودة النزال مع النصرة لطردها من جبل الزاوية مركز ثقله، وهو ما ركزت عليه تصريحات معروف الأخيرة وبيان جبهته التي أكملت وأعدت العدة ورصت الصفوف في انتظار ساعة الصفر".
ولفت إلى أن الإعلان أول من أمس عن تشكيل ما يدعى "تجمع ثوار إدلب الجنوبي"، ويضم 17 فصيلاً مسلحاً أبرزهم الفرقة 13 الموالية للاستخبارات الأميركية، يصب في هذا الإطار لوقف تمدد النصرة وحليفيها "جند الأقصى" و"حركة أحرار الشام" في المحافظة ولاسيما بعد سيطرة الأخيرة على معبر "باب الهوى" الحدودي والإستراتيجي مع تركيا.
وعزا المصدر التباين في سياسة البلدين إزاء ميليشيا "الجيش الحر" إلى أن أنقرة، التي أرغمت على القبول باستضافة مقاتليه ضمن برنامج التدريب والتسليح الأميركي للمعارضة المسلحة "لم تعد تثق ضمناً بقادته المنتفعين من الأزمة واللاهثين وراء المصالح الشخصية".